تتحفنا نازك عودة بين الفينة والاخرى، لا سيما في المناسبات والاعياد بعبارات تنظيرية افلاطونية تركز فيها على الاخلاق والانسانية والعلم والمحبة، محاولة التذاكي على اللبنانيين وايهامهم بانها لا زالت على عهد ووعد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكنها للأسف لا تعلم او انها لا تريد ان تعلم ان الشعب اللبناني، خصوصا محبي الرئيس الشهيد، باتت بالنسبة لهم نكرة وغير موجودة منذ ان خانت الامانة، وغدرت باحباء الرئيس الحريري من خلال تخليها عن مشروعه وحلمه، لا سيما على الصعد الانسانية والثقافية والصحية .

وأكثر من ذلك، فمن يقرأ ويسمع ما تسرده السيدة عودة يتأكد انها تعيش على كوكب اخر، فكان الاجدر بنازك عودة في عيد الأب وبدلا من ان تسرد لنا مآثر وأفعال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والغنية عن التعريف لانه من غير السهولة نسيانها ولسنا بحاجة لتعدادها من قبلها لأنها في ضمير وقلب كل لبناني، ان تعمل هي اولا حماية ارثه ومشروعه الاعماري والاجتماعي، وأقل ما كان يمكن ان تقوم به لاستمرار إرث الرئيس الشهيد وبقائه هو المحافظة على قصر قريطم، وهي التي ارتأت بيعه مقابل حفنة من الاموال، وكأنها بحاجة لها ولم يكفيها ما تركه لها الرئيس الشهيد، ضاربة بعرض الحائط مشاعر عائلة الحريري ومحبيه لهذا القصر، الذي ارتبط اسمه وتاريخه باسم الرئيس الشهيد.

واخر العبارات الانشائية الاستفزازية التي لا تغني وتثمن من اخلاق بشيء، هي ما اتحفتنا فيه نازك عودة، وهو الدعوة الى استذكار الاب القائد رفيق الحريري وحاضن اللبنانيين واللبنانيات والذي الف على حد قولها مجتمعا موحدا بالمحبة والعلم والروابط الانسانية، فهي خير ما فعلت بتذكيرنا بما كان يفعله الرئيس الشهيد، لنقارنه بأفعاله التفريقية والتمييزة، فكان عليها اذا كانت فعلا صادقة ان تعمل وتقتدي بها وتحافظ على الروابط الانسانية والاجتماعية لا سيما العائلية، بدلا من بث التفرقة والشرخ بين أبناء عائلة الحريري وتشتيتها، من اجل مصالحها الشخصية ومصلحة ابنها عدي الشيخ الذي منحته صلاحيات تامة وشاملة للتصرف بما تركه لها الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

اما العطاء فاين هي منه، وأين هي المسؤولية الوطنية التي تحملتها من بعد استشهاده؟

لذلك فان الأفضل للسيدة عودة ان تلتزم الصمت للمحافظة على ما بقيّ لها من كرامة في نهاية حياتها.