hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - جاكلين بولس

لا خشية من حرب شاملة.. والتجارب حوّلت اللبنانين إلى قدريين!

السبت ٢٢ حزيران ٢٠٢٤ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عند كل إحساس بالخطر يسارع اللبناني إلى تخزين المواد الغذائية والأدوية والمحروقات تحسّباً لأيام صعبة آتية، وهذه الأيام تلوح في الأفق القريب، مع التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة وإبلاغ إدارة الرئيس جو بايدن بنيّة نقل موارد بشرية ولوجستية من الجبهة الجنوبية إلى الجبهة الشمالية استعداداً لحرب شاملة مع لبنان تقضي على قدرات حزب الله للسنوات المقبلة.

الخطير في الموضوع ما نقلته شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم بأن الإدارة الأميركية لم تعارض حرباً ضد حزب الله، على الرغم من تكرار القول إنها تفضل المساعي الدبلوماسية لوقف التصعيد على طول الجبهة مع لبنان، خشية دخول إيران لاعباً أساسياً وقائداً لأوركسترا القوى المسلّحة التي تدور في فلكها، للردّ على إسرائيل من كل جبهات الطوق.

هل بدأت عملية تخزين المواد الأساسية تحسّباً للحرب؟ هذا السؤال طرحناه على عدد من اللبنانيين لمعرفة كيفية تعاطيهم مع التهديدات العابرة للحدود بين لبنان وإسرائيل.

السيّدة "جوانا. ح"  تقول لـ "ليبانون فايلز" إنها لا تخشى حرباً شاملة بين حزب الله وإسرائيل، فبالنسبة إليها لو كانت تل أبيب تريد الحرب لبدأتها منذ الأشهر الأولى لعملية الإشغال، لوقف إلهائها عن عمليتها العسكرية ضد حماس في غزة، واعتبرت أن تهديدات حزب الله ليست سوى زوبعة في فنجان لإرضاء جمهوره. وأكدت جوانا أنها لم تتخذ أيّ تدابير احترازية لناحية تخزين مواد غذائية وأدوية ضرورية لا سيما تلك الخاصة بالأطفال على الرغم من أنها أم لطفلين".

ما قالته جوانا لا يختلف كثيراً عمّا قالته السيّدة "سهام. ع " التي أكدت "أن تجربة تخزين المواد الغذائية ليست مشجّعة، إذ اعتمدتها في بداية الانهيار الاقتصادي والمعيشي وانتهت بفساد هذه المواد ورميها بعدما نخرها السوس، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى بتنا نعيش "كل يوم بيومه" بسبب تراجع تدنّي الرواتب والتضخّم وانهيار القدرة الشرائية". وتبدو سهام مطمئنّة إلى عدم توسّع الحرب بين حزب الله والجيش الإسرائيلي "إنطلاقاً من الترسانة التي يمتلكها الحزب والقدرات العالية على التدمير والاستهداف وإيلام إسرائيل في المستوطنات الشمالية"، وقالت "لقد تمكّن من خلال صواريخ أرض-جو التي بحوزته من دفع الطيران الحربي الإسرائيلي إلى التراجع مرات عدة، في مقابل مسيّراته الانقضاضية التي تنفّذ هجمات مفاجئة ودقيقة ضد الثكنات والمواقع العسكرية".

"ألين. م" متزوّجة حديثاً من دون أطفال تقول لـ "ليبانون فايلز": "لم أفكر بتخزين مواد غذائية أو أيّ مواد أساسية، لأنني أستبعد الحرب استناداً إلى التحليلات التي يعطيها الخبراء العسكريون المحليون من جهة، وما يتناوله الإعلام الإسرائيلي الذي يركّز على عدم قدرة الجيش على فتح جبهة شاملة مع حزب الله، فيما لم يتمكّن بعد من القضاء على حركة حماس في غزة".

التجارب المرّة السابقة جعلت اللبنانيين قدريّين بغالبيتهم، فـ "سيلين. ل" وهي أمّ لثلاثة أولاد أكدت أنها لم تسعَ إلى تخزين أدوية ومواد غذائية، انطلاقاً من الاتّكال على الله في تدبير أمور عائلتها، وقالت: "لن نجوع إلّا إذا فُرض حصار بحري على لبنان حال دون وصول بواخر المواد الغذائية، عندها "يسوانا ما يسوى غيرنا"، وبما أن زوجي يعمل في سوق للخضر سنتمكّن من الصمود لأيام بفضل المنتجات الزراعية اللبنانية".

"محمد. أ" نازح سوري مقيم في لبنان عبّر عن خشيته من حرب إسرائيلية شاملة، وقال: "لم نبدأ بعد بتخزين مواد غذائية ربما علينا التفكير بالأمر وأخذ احتياطاتنا في هذا المجال". وتتدخّل "ماريا. ن" قائلة: بما يخدمنا التخزين إن كنّا سنستهلك ما خزّناه في غضون يومين؟ وهل بإمكاننا شراء مواد غذائية لأشهر طويلة تنتهي صلاحيتها ونرميها في النفايات؟ ثمّ ماذا لو بتنا من دون كهرباء كما هدد وزير الطاقة الإسرائيلي بالرغم من كل النكات التي أُطلقت في هذا المجال من جانب اللبنانيين؟

هذه العيّنة من اللبنانيين تؤكد أن التجارب القاسية التي مرّت بها جعلتها قدرية بنسبة عالية، لا تقيم للمخاطر وزناً، وربما لأنها لم تذق طعم الحروب الإسرائيلية طويلة المدى ويبقى علينا أن نقول أيضاً "على الله".

  • شارك الخبر