hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - آية المصري

بارولين: باسيل الأكثر ليونة… وعودة الخطر الوجودي

السبت ٢٩ حزيران ٢٠٢٤ - 18:21

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في زيارة إستمرت ما يقارب الأربعة أيام، جال أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين على مختلف القوى السياسية، واجتمع معها تحت عباءة بكركي، بالاضافة الى زيارات قام بها على حدة في يومه الأخير لرئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل والنائب السابق فارس سعيد، لتغيب عن هذه اللقاءات صورته في معراب مع رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وسط تساؤلات عن سبب عدم اللقاء، خصوصاً بعدما تغيّب جعجع عن لقاء بكركي واكتفى بإرسال موفد عنه.

زيارة بارولين التي مثّل فيها الفاتيكان كان واضحاً القلق البالغ فيها من الفراغ الرئاسي من جهة، والخوف على الوجود المسيحي من جهة أخرى، ناهيك عن تخوفه من الحرب الشاملة، وليس كما زُعم أنها لأهداف راعوية فقط وليست لها علاقة بالسياسة، في ضوء تشديده على أهمية إنهاء أزمات البلاد وعلى رأسها إنتخاب رئيس للجمهورية. ويبقى التساؤل هل سينجح الحوار الماروني – الماروني وكيف ستُحل هذه الأزمة الرئاسية؟ وماذا في كواليس هذه الزيارة وخلاصتها؟

أكدت أوساط نيابية إلتقت الموفد البابوي في اليومين الماضيين لـ”لبنان الكبير” أن “بارولين يحاول أن يجد مخرجاً لانتخاب رئيس للجمهورية في لحظة يعتبر أن غياب المسيحيين فيها خطر على وجودهم، وبالتالي يقول بما معناه أن انتخاب الرئيس ايّاً يكن هذا الرئيس، أفضل من الفراغ”.

وعن كون هذا الرئيس سليمان فرنجية، قالت الأوساط: “لا أعلم إن كان يمشي بفرنجية أو غيره، لكنه أتى ليقول ان الفراغ في رئاسة الجمهورية مُضر، واعتبر أن اعادة تشكيل المنطقة على قواعد جديدة تُخرج المسيحيين من دائرة التأثير، وأن الحرب الدائرة في الجنوب هي جزء من الحرب الاقليمية الموجودة”.

أما مصادر “التيار الوطني الحرّ” فرأت أن “أفضل من وصف الزيارة هو رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، بأنها مهمة جداً في وقت حساس جداً، وتحمل كل المعاني في السياسة، وكل ما قيل عن أن هذه الزيارة رعوية كلام سخيف، فبارولين كان واضحاً في حديثه عن الرئاسة، والخوف على الوجود المسيحي في المنطقة، والحرب القائمة في الجنوب، وكل الملفات التي تطرق اليها خطرة جداً على كل المنطقة”.

وكشفت المصادر لموقع “لبنان الكبير” أن “باسيل قال لبارولين، نحن إيجابيون بكل الطروح التي توصلنا الى رئاسة الجمهورية، ونحن مع التلاقي والحوار بين كل اللبنانيين، كيفما كان شكله، بعيداً عن كل الشكليات والتفاصيل، لأن الهدف والغاية الأسمى هو انتخاب رئيس للجمهورية، لذلك الموفد البابوي كان واضحاً مع كل من التقاهم أن الوزير باسيل هو الأكثر سلاسة وليونة، وهو القادر على أن يأخذ ويعطي معه المرء”.

وحول لقائه فرنجية مرتين، أشارت المصادر الى أنه التقى سامي الجميل، وجبران باسيل وسليمان فرنجية، “فهل يريد أن يأتي بثلاثة رؤساء للجمهورية؟”، موضحة أنه “لا يجب تبسيط الأمور وأخذها في هذا الاتجاه، انه لا يتحدث بالأسماء ولا بتشجيع اسم على آخر، بل يتحدث بالخلاصة ان على المسيحيين أولاً أن يلتقوا ويتحاوروا ويتفاهموا على اسم الرئيس، وعاود ايصال الرسالة عينها في عين التينة أن على بقية الأطراف أن ترى هذا المشهد بهذا الوعي الكبير وأن نستطع الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، وملء الفراغ، لبناء وطن بهيكلية متكاملة”.

واعتبرت المصادر أن “من الصعب أن نصل الى حوار مسيحي – مسيحي، خصوصاً وأن القوى غير قادرة على أن تلتقي، فالكنيسة تقوم بالمجهود، والموفد البابوي أتى الى لبنان، ولكن هناك جهة مقطوع عنها الانترنت”.

في المقابل، أكدت أوساط “القوات اللبنانية” لـ”لبنان الكبير” أنهم لم يقولوا إن بارولين التقى أو لم يلتقِ الدكتور جعجع، “والفاتيكان يعتمد الديبلوماسية السريّة، واذا أرادت السفارة البابوية أنُ تعلن عن اللقاء أم لا فذلك يعود اليها، ونحن لا يمكننا تأكيد حصول هذا اللقاء ولا نفيه، والمعني بالتأكيد هو السفارة البابوية، ولو أرادت أن تعلن لكانت أعلنت، وهم المعنيون، لذلك لم نتحدث بهذا الامر لا من قريب ولا من بعيد”.

ولفتت الى أن “زيارته ليست استكشافية لأن الفاتيكان يدرك الواقع اللبناني جيداً، وهناك هم فاتيكاني أساسي لكيفية مقاربة الأزمة اللبنانية من خلال ايجاد الحلول المناسبة، وهذه الزيارة جعلتهم يعاينوا عن كثب طبيعة الانقسام الموجود في البلاد، ولكن لا أحد يملك العصا السحرية لاخراج لبنان من أزمته”.

وشددت الأوساط على أن “لا لزوم لحوار ماروني- ماروني، والكلام عنه يُعطي انطباعاً وكأن الازمة في لبنان هي أزمة مسيحيين، وهذا منطلق خاطئ للواقع السياسي لأن الأزمة الرئاسية والسيادية في لبنان هي مسؤولية محور الممانعة، وعلى الرغم من تعجيزنا مسيحياً استطعنا الاتفاق على اسم وتقاطعنا على اسم الوزير السابق جهاد أزعور، والحوار المسيحي – المسيحي لن يوصلنا الى شيء، وبالتالي المشكلة ليست مسيحية بل ممانعتية بإمتياز”.

يبدو أن الخلافات باقية على حالها وربما الى ازدياد بين القوى السياسية، خصوصاً وأن كل فريق يرمي المسؤولية على الآخر، ومن الواضح أن الخارج لن يتمكن من حلّ المشكلات بين كل الفرقاء لأن كل زعيم مسيحي حلمه بالرئاسة لم ينتهِ بعد.

  • شارك الخبر