لا شكّ أن الذكاء الاصطناعي (AI) أصبح عنصراً حيوياً في جميع مجالات الحياة، إذ بات في وقتنا الراهن لا يخلو مجال من الحاجة إلى فهم وتوظيف الذكاء الاصطناعي سواءً في الطب أو الهندسة أو التصنيع أو الاستثمار أو التجارة أوعلوم الاتصال والتقنية وحتى السينما والفن إلخ، وبما في ذلك التعليم. فقد أصبح الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً كبيراً في تحسين جودة التعليم وتوفير تجربة تعليمية أكثر فعالية وشمولية، ناهيك عن حتمية الحاجة لفهم تطبيقاته في سوق العمل. وقد أدركت العديد من الجامعات حول العالم هذه الأهمية، مما وضع على عاتقها مسؤوليات جسيمة لتطوير سياساتها ومناهجها واستراتيجياتها لمواكبة طفرة التطور التكنولوجي الحاصلة، وتضمين الذكاء الاصطناعي نظرياً وتطبيقياً في مسارها التعليمي.
وتعتبر جامعة فينيسيا من الصروح التعليمية الرائدة في مجال تطبيق الحداثة والتقنيات العصرية مع مواكبتها لآخر الابتكارات التعليمية، لتكون السبّاقة في تقديم المناهج التعليمية وفق آليات وخطط علمية مدروسة تتلاءم مع الحاجات التقنية والإلكترونية المذكورة، ويشكّل إدخال أنظمة الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في هذا الإطار.
ومن هذا المنطلق، تولي جامعة فينيسيا اهتماماً كبيراً لتطبيق الذكاء الاصطناعي في مناهجها لضمان تطوّر مستدام وملائم لسوق العمل، وذلك لعدة أهداف وضعتها الجامعة في صلب مهمتها والتزامها بتخريج طلاب جاهزين للعمل وقادرين على المنافسة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. ومن هذه الأهداف:
1. مواكبة التطور التكنولوجي وإعداد الطلاب ليكونوا جاهزين للتعامل مع التقنيّات المتقدّمة وتحقيق الاستفادة القصوى منها في حياتهم المهنية.

2. ‎تحسين فرص التوظيف، خاصة وأن الطلب على المتخصّصين في مجال الذكاء الاصطناعي في تزايد مستمر في السوق العالمية.

3. التكيّف مع سوق العمل المتغيّر لأن الكثير من الوظائف التقليدية تغيرت أو اختفت تماماً بسبب التقدم التكنولوجي، فيساعد دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الطلاب على امتلاك المهارات الحديثة المطلوبة في سوق العمل، مما يحميهم من مخاطر فقدان الوظائف لصالح التقنيّات الجديدة.

ومن أجل الوصول إلى النتائج المرجوّة، يعمل القيّمون والمشرفون في جامعة فينيسيا على دمج الذكاء الاصطناعي في مناهجها على الشكل التالي:
1. إطلاق ماجستير إدارة الأعمال مع تركيز خاص على الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات
2. إدخال مواد اختيارية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي في مناهج مختلف الاختصاصات كالهندسة وعلم الحاسوب (Computer Science)
3. إطلاق (certificate) شهادة الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات من خلال مركز التعليم المستمر في الجامعة
4. تنظيم ورش عمل مع دعوة متخصّصين في الذكاء الاصطناعي لإلقاء محاضرات وإقامة ندوات وورش عمل في الجامعة، وإرسال الطلاب إلى ورش عمل ذات علاقة

في المحصلة، وعلى الرغم من أهمية الذكاء الإصطناعي في رفع مستوى التعليم وإعداد جيل جديد من الطلاب القادرين على مواجهة تحديات المستقبل بمهارات متطورة ومعرفة تقنية، غير أن العنصر البشري يظلّ هو المحفز والمرشد والموجّه الذي لا يمكن الاستغناء عنه، مع توفير الآليات والأساليب لدعمه من أجل توفير الجهد والوقت الكافيَين له، وهذا ماتوفّره تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت عاملاً بارزاً يسهم في تطور سوق العمل وواقعًا لابدّ من مجاراته بطريقة مثالية. وعليه تقدّم جامعة فينيسيا هذا النموذج، بإجراءاتها الرائدة، مما يسهم في تحقيق تعليم أكثر فعالية وشمولية، ويعزّز من فرص الطلاب في سوق العمل.