hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

حراك أميركي مكثّف لتهدئة الجبهة الشمالية

الخميس ٢٧ حزيران ٢٠٢٤ - 07:28

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أفادت معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» من ديبلوماسيين غربيين تؤكّد «انّ واشنطن ابلغت أطراف الصراع، وعلى وجه التحديد الجانب الاسرائيلي تصميمها على منع حرب واسعة مدمّرة للبنان وكارثية على اسرائيل، وتلحق الضرر الكبير بمصالح الجميع وخصوصا مصالح الولايات المتحدة في المنطقة». وقد كررت واشنطن أمس دعوتها الى التهدئة، حيث اعلن البيت الابيض «اننا نعمل جاهدين من اجل تهدئة الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل عبر السبل الديبلوماسية».

وفي سياق تصميمها على انهاء الحرب وتغليب الحل السياسي، كما يقول الديبلوماسيون، «كثفت واشنطن ضغوطها في هذا الاتجاه، في موازاة التهديدات الاسرائيلية بالحرب وما يقابلها من استعدادات لهذه الحرب من جانب «حزب الله»، ونجحت في إبقاء المواجهات على الحدود الجنوبية للبنان، ضمن حدودها الحالية، وفرضت ما بَدا انه التزام غير معلن من قبل الاطراف بذلك، عكسته التسريبات من مسؤولين اميركيين وكبريات الصحف والوكالات الاميركية بأنّ واشنطن تلقّت عبر قنوات مختلفة، إشارات صريحة من قبل إسرائيل و»حزب الله» بأنّهما لا يريدان توسيع نطاق الحرب».

على ان هؤلاء الديبلوماسيين يخلصون الى تقييم لافت في مضمونه، يرجّح فرضية الحل الديبلوماسي، «فتجنّب الحرب الذي تصمم واشنطن على فَرضِه، كمقدمةٍ لحل سياسي، تؤكد عليه ايران ايضا، التي اكدت عبر رسائل مباشرة او غير مباشرة انها لا تريد هذه الحرب. والجديّة الايرانية في هذا التوجه، عكسها وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن قبل ايام قليلة بقوله ان «لا اسرائيل ولا ايران ولا «حزب الله» تريد الحرب»، وكلام وزير الخارجية الاميركية هذا ليس نابعاً من فراغ».

تجدر الاشارة في هذا السياق الى أنباء ترددت عن محادثات أمنية اميركية ايرانية عقدت في الفترة بصورة مباشرة او غير مباشرة، في دولة عربية يرجّح انها دولة عُمان، خلصت الى استبعاد خيار الحرب. الا انّ ايّ تأكيد او نفي لهذه الانباء، لم يرد لا من الجانب الاميركي ولا من الجانب الايراني.

مبادرة بايدن

الى ذلك، وعلى ما تكشف مصادر سياسية مواكبة للمسعى الاميركي لـ«الجمهورية» فإنّ الضغط الاميركي لحصر المواجهات في الجنوب في حدود وضمن نطاقها الحالي، وليس الى وقف لإطلاق النار فيها، مردّه الى انّ واشنطن مُدركة أن الحل السياسي في جنوب لبنان، هو النتيجة الطبيعية لانتهاء الحرب في قطاع غزة، وعلى هذا الاساس فإنّ حراكا اميركيا سيتكثّف في المدى المنظور على أكثر من خط في المنطقة لتمرير مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن، وذلك بعد أن انتزعت واشنطن موافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على هذه المبادرة، والاميركيون يتحدثون عن ان الوقت بات ضيقا جدا. ويوازي ذلك حراك مرتقب قطري مصري مع حركة «حماس».

ورداً على سؤال عما اذا كانت ثمّة تعديلات طرأت على المبادرة، من شأنها أن تزيل الاعتراضات من طريقها، وما اذا كان تطبيقها سيقترن بإعلان إسرائيلي بوقف اطلاق النار، فضّلت المصادر عدم الدخول في تفاصيل، واكتفت بالقول: واشنطن تريد للمبادرة ان تطبّق، وقد ألزمت بنيامين نتنياهو بها، وتريد ان توافق «حماس» عليها، وما يمكن قوله في هذا السياق هو انّ امام مبادرة الرئيس الاميركي اسبوعين او ثلاثة حاسمة.

الحل المزدوج

الى ذلك، اكد مرجع رسمي لـ«الجمهورية» ان مبادرة بايدن، وكما اعلن الاميركيون، تتوخّى حلاً مزدوجاً يبدأ من غزة، ويتمدّد تلقائياً الى جنوب لبنان. ولبنان بالتأكيد يؤيّد كل مسعى لإنهاء الحرب في غزة، الذي ينهي بدوره المواجهات الجارية في الجنوب، والاميركيون يقولون ذلك ايضا.

الا ان المرجع عينه لفتَ الى «ان جدية هذه المبادرة، وبالتالي نجاحها، مرتبطان بأمر وحيد، وهو إلزام اسرائيل بوقف اطلاق النار، ولكن لا توجد مؤشرات تؤكد ذلك حتى الآن».

واذ لفت الى ان «حماس» وكما اعلنت لا يمكن لها ان تقبل بأي صفقة تُبقي يد الاسرائيلي طليقة في عمليات حربية ساعة يشاء»، حكم على ايّ حراك اميركي جديد بالفشل المُسبق، إذا كان هذا سيكرر المحاولات الاميركية السابقة لتمرير مبادرة بايدن، بالتركيز فقط على محاولة تليين موقف حماس من المبادرة، من دون النص على وقف حقيقي لاطلاق النار من جانب اسرائيل. وسبق للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين ان تبلّغ في زيارته الاخيرة الى بيروت كلاما بهذا المعنى.

«راح الشمال كلّو»

الى ذلك، اكدت مصادر «حزب الله» لـ«الجمهورية» أن «وقف العمليات ضد العدو الاسرائيلي مرتبط بوقف العدوان الاسرائيلي، وطالما ان هذا العدوان مستمر فإن «حزب الله» مستمر في إسنادها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وردا على سؤال حول التهديدات الاسرائيلية بتوسيع الحرب، قالت المصادر: «حزب الله» حاضر للحرب ان ارادها الاسرائيلي، ومن يجب أن يخاف من الحرب هو الاسرائيلي، وليس «حزب الله»، فالحزب ماض في مواجهته للعدو طالما انه لم يوقف عدوانه على غزة، وفي الوقت نفسه يعمل على تجنّب الحرب بالتأكيد على ان مواجهة الحزب للعدو تتوقف بِتوقّف العدوان».

وبحسب المصادر فإنه رغم تصعيد التهديدات والاعتداءات الاسرائيلية، فإنّ خيار الحرب الواسعة ليس أكيداً حتى الآن، خصوصا ان العدو يعرف، ونحن نعرف ايضا، انه لا توجد لديه اي فرصة لتحقيق إنجاز او هدف سياسي او غير سياسي من حرب على لبنان.

وعندما يقال للمصادر ان الاسرائيلي يقول انه يحضّر لعمل عسكري لإبعاد «حزب الله» الى ما بعد الليطاني، وتأمين عودة المستوطنين الى الشمال، تُسارع الى القول: في غزة، وعلى مدى تسعة اشهر من الحرب والقصف العنيف، والدعم المنقطع النظير الذي تلقّاه من الاميركيين وغير الاميركيين، لم يتمكن من تحقيق اي هدف، بل بالعكس هو عالق في نقطة الفشل، ويعمّق اكثر هذا الفشل. فكيف بالنسبة الى جبهة لبنان، حيث اقول لك بكل ثقة، إذا ما غامرَ الاسرائيلي بحرب على لبنان «راح الشمال كلّو».

المصدر: الجمهورية

  • شارك الخبر