hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار إقليمية ودولية أخبار إقليمية ودولية

فرنسا بعد صعود نجم اليمين المتطرف... هل يصل الى الحكم؟

الثلاثاء ٢ تموز ٢٠٢٤ - 14:06

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يولا هاشم- المركزيّة

تصدّر اليمين الفرنسي المتطرّف بقيادة جوردان بارديلا بفارق كبير نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التاريخية في فرنسا، وقد يصل إلى الحكم للمرة الأولى في ظل الجمهورية الخامسة، وفق تقديرات أولى لمراكز استطلاع الرأي، فيما دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى تحالف جمهوري وديمقراطي واسع لمواجهته.

ففي الجولة الأولى من انتخابات الجمعية الوطنية الفرنسية، حصل حزب التجمع الوطني المنتمي لليمين المتطرف وحلفائه على 33% من الأصوات، فيمَا جاء تحالف الجبهة الشعبية الجديدة في المركز الثاني بنسبة 28% من الأصوات، في حين حصل تحالف الوَسط "معاً من أجل الجمهورية" الذي ينتمي اليه ماكرون على 20%، مما أثار مخاوف من إمكانية وصولهم إلى السلطة.

وتخوض فرنسا الأحد المقبل في 7 تموز الجاري، الدورة الثانية لانتخاباتها التشريعية حقبة جديدة مثقلة بالتحديات الداخلية والخارجية. فأي مستقبل ينتظر فرنسا إذا ما حصد اليمين المتطرف غالبية الأصوات؟ وأي سياسات ستنتهجها باريس في الداخل والخارج إذا ما تولى بارديلا، الذي لم يبلغ عقده الثالث من العمر بعد، وتقف وراءه زعيمة التجمع اليمينية المتشددة مارين لوبان؟ وهل يمكن لماكرون أن يعرقل وصول اليمين المتطرف للسلطة بواسطة تحالفات موسّعة؟

مصادر دبلوماسية غربية مطلعة تؤكد لـ"المركزية" ان الأيام المقبلة ستجيب عن كل هذه الأسئلة، مشيرة إلى ان النتيجة لم تكن مفاجئة بشكل كبير، لكن يمكن تسجيل ملاحظات عدة: أولاً ان المشاركة كانت كثيفة وقاربت الـ70 في المئة، وهي نسبة شبه استثنائية، ودليل على اهتمام بالقضية والتغيير في فرنسا أيا كان هذا التغيير وذاك الاتجاه.

ثانياً، سجّل اليمين المتشدّد انتصاراً كبيراً لكن في الإطار عينه يمكن ان نعتبر ان القوى السياسية التقليدية مثل الجمهوريين او اليسار التقليدي والاشتراكيين التي اختفت تقريباً، او حزب ماكرون "الجمهورية إلى الأمام"، كلها تراجعت، وشهدنا تقدّماً لليسار بشكل عام واليمين المتشدد، وهذا دليل على وجود حالة استقطاب كبيرة في فرنسا بين طرفَين لا يمكن ان يكون بينهما اي قاسم مشترك.

ثالثاً، هناك طروحات شعبوية كثيرة وهذا تأكيد على وجود أزمة متعددة الاوجه في فرنسا، وتداعياتها أدّت الى ذلك، من أزمة اقتصادية مستمرة، إلى تراجع التصنيع في فرنسا، حيث ان اهم دولتين صناعيتين في اوروبا، اي فرنسا وألمانيا في تراجع، مما يؤدي الى زيادة البطالة والتضخم، وايضا ما يحصل في القطاع الزراعي من ارتفاع كلفة الانتاج لأسباب عدة، كلها تؤدي أيضاً إلى مزيد من البطالة، بالإضافة طبعاً الى موضوع أوكرانيا والشرق الأوسط والنظرة إليه، خاصة عند اليمين المتشدد الذي ينظر إلى الأمور بطريقة اختزالية تبسيطية لكن عنصرية، ترتكز على تحميل الآخر المسؤولية. إلا أن الخطاب الشعبوي في الأزمات، يقدّم ويُبلسِم لكنه لا يحلّ المشكلة. يعطي شعاراً للسير خلفه، لكنه إذا استلم السلطة لا يحلّ المشكلة، بل يبقى مجرد شعارات تبسيطية اختزالية وجزء منها تآمري في تفسير بعض الأزمات الحادّة، مما يسمح بالتعبئة وراء هذه الشائعات.

ومن الأمور الخطيرة والعنصرية بشكل فاضح، ان اليمين المتشدد المتمثل بمارين لوبان يقول ان من يحمل جنسيتَين لا يمكن ان يكون في موقع مسؤولية في فرنسا. وتعتبر المصادر أننا في عصر عولمة وهناك العديد من الأشخاص الذين يحملون جنسيتين أو أكثر في العالم. وقول لوبان بأنها تعتبره مواطنا درجة ثانية كلام خطير حتى لو لم تستطع ان تصل الى قوننته.

وتضع المصادر هذا الكلام الخطير في إطار أجوبة تبسيطية اختزالية متشددة متطرفة لا تقدم حلولا لمشاكل واقعية حلولها في مكان آخر، مشيرة الى ان وضع كل شيء على رأس الهجرة غير القانونية الى فرنسا غير منطقي.

بالطبع الهجرة غير القانونية لها أكلافها ويمكن ان تُعالَج ويجب ان تُعالج لكن ليس بهذا المنطق العنصري، لأن ليس بهذه الشعارات يمكن تقديم الإجابات. هذا كله دليل على ان هناك استقطابا ثنائيا حادا، يسار ويمين متشدد، يدل على ان هناك أزمة نظام وأزمة سياسة كبيرة حالياً في فرنسا، تختم المصادر.

  • شارك الخبر