هل تنتهي إسرائيل كدولة يهودية مع نهاية حربها في قطاع غزة؟ وهل تقضي تلك الحرب في النهاية على تهديدات ما قبل 7 أكتوبر لإسرائيل، وعلى الدولة الإسرائيلية في وقت واحد؟

الحاجة الى أميركا

يؤكد مراقبون أن إسرائيل 1948 قامت على الحروب، والتهديدات الأمنية، فيما إسرائيل حرب غزة تذوب وتزول في وقت واحد مع أمنها المنشود بالحرب، وسط تفسّخات وانقسامات إسرائيلية داخلية، بين الحفاظ على يهودية الدولة الإسرائيلية وخوض المواجهة على هذا الأساس من جهة، وبين ديموقراطية الدولة في إسرائيل، وحاجتها الى التحالف مع الولايات المتحدة الأميركية، والى التوجيه الأمني الأميركي، من جهة أخرى.

فماذا عن احتمالات المستقبل في تلك الحالة؟ وهل تؤدي الخلافات الداخلية في إسرائيل الى زوالها، أو الى تغيير منهجية الحكم الذي قامت عليه قبل عقود، بحدّ أدنى؟

أشدّ تعصّباً وتطرّفاً...

اعتبر مصدر سياسي أن "حرب غزة قد تجعل إسرائيل دولة أكثر يهودية، أي أشدّ تعصّباً وتطرّفاً ليهوديتها، في المستقبل".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "رغم الإعلان عن إلغاء إعفاء "الحريديم" من الخدمة العسكرية، ودعم الكثير من المسؤولين الإسرائيليين للقرار، إلا أن تراجع التأثير اليهودي في الدولة الإسرائيلية ليس قابلاً للتنفيذ هناك الآن. فإسرائيل مُربَكَة ومُقسَّمَة، ولديها مشاكل كثيرة. ولا مجال لإعادة توحيدها إلا إذا أُسقِط (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو، واتُّفِقَ على واقع جديد، وحياة سياسية جديدة".

وختم:"احتمال انتخاب (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب في تشرين الثاني القادم كرئيس أميركي لولاية جديدة، لن يُشكّل فرصة لبقاء نتنياهو بالسلطة في إسرائيل، بالضّرورة. فأولاً، ورغم نجاحه على (الرئيس الأميركي الحالي جو) بايدن في الاستطلاعات وكل شيء تقريباً، إلا أن ترامب قد لا يعود الى السلطة أبداً. ولكن حتى ولو انتُخِب، فلا يمكن لأحد أن يعوّل عليه بشيء، ولا أن ينتظر منه شيئاً، ولا أن يتوقّع شكل ولايته الجديدة من خلال ما فعله في الولاية الأولى. فترامب قد يقول شيئاً اليوم وينقضه غداً، وبنسبة 100 في المئة. وهو (ترامب) ليس رجل اتّفاقات ومبادىء، بل شخصية غير ثابتة أبداً".