حذرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة من "حرب إبادة" في حال أقدمت دولة الاحتلال الإسرائيلي على حرب شاملة ضد لبنان، على وقع تصاعد حدة المواجهات بين حزب الله و"إسرائيل" على الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة خلال الأسابيع الأخيرة. وقالت البعثة الإيرانية، الجمعة، إنه إذا شرعت دولة الاحتلال الإسرائيلي في "عدوان عسكري شامل" على لبنان "فسوف تندلع حرب إبادة". وأضاف في تدوينة عبر منصة "إكس"، أنه في مثل هذه الحالة فإن "كل الخيارات بما في ذلك المشاركة الكاملة لمحور المقاومة ستكون مطروحة على الطاولة".

من جهته أكد قائد حرس الثورة الإسلامية في إيران اللواء حسين سلامي أن محور المقاومة سيرد على أي عدوان، مشدداً على أن فلسطين ودول محور المقاومة "يواصلون صمودهم وثباتهم امام الأعداء". وقال سلامي خلال كلمة له في "المؤتمر العالمي لشهداء الدفاع عن الحرم وجبهة المقاومة "إن العالم الإسلامي تأثر بالهجمات العنيفة التي يشنها الغرب منذ عقود"، مشيرا الى أنه "قبل 100 عام، قامت أمريكا وبريطانيا وفرنسا بتقسيم العالم الإسلامي حصصاً فيما بينها ونهبت ثروات المسلمين وأنشأت الكيان الإسرائيلي المصطنع".

واعتبر سلامي أن الغرب أوجد إسرائيل لتنظيم العلاقات فيما بينهم، مضيفا أنه "من خلال الترويج لثقافة الابتذال، حاولوا إغلاق المساجد وإسكات الجهاد ووضع المسلمين تحت سيطرتهم". وذكر اللواء سلامي أنه "عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران، انتعشت الحركة الفلسطينية، وأصبحت الأرض ميدان جهاد". لافتاً الى أنه "بعد وفاة الإمام الخميني، واصل خليفته الشرعي هذا الطريق ولا يزال يقف في وسط الميدان ويربط جغرافيا العالم الإسلامي". ورأى أن "معظم دول العالم تأثرت بالثورة الإسلامية في إيران، ولم يعد المسلمون قادرين على قبول الغرب". وقال سلامي إن عشرات الآلاف من الشهداء قدموا أرواحهم لإعلاء الإسلام، معتبرا أن "الطريق إلى عز المسلمين هو الجهاد والشهادة"، مضيفاً أن "أهالي الشهداء هم مثال الصبر والتضحية، وصبركم على استشهاد أبنائكم لا يقل عن شهادتهم".

والأسبوع الماضي، شدد قائد القوات البرية بالجيش الإيراني، كيومرث حيدري، على أن محور المقاومة لن يقف صامتا في حال اندلعت حرب بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله في لبنان. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن حيدري توعده الاحتلال الإسرائيلي "بمواجهة رد قاس في حال أقدمت على غزو لبنان". يأتي ذلك على وقع تصاعد التحذيرات الدولية من مغبة اندلاع حرب شاملة بين الاحتلال وحزب الله. وقبل أيام شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على أن "العالم لا يتحمل تحول لبنان إلى غزة أخرى"، معرباً عن قلقه العميق إزاء التوترات المتصاعدة جنوب لبنان.