hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - جاكلين بولس

أنت موظّف حزين؟! إذاً أنت لبناني

الأربعاء ٢٦ حزيران ٢٠٢٤ - 23:37

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

توتر وحزن وغضب هي المشاعر التي يعيشها الموظّف اللبناني في بيئة عمله، بعد الانهيار المالي وتراجع قيمة الرواتب التي كان يتقاضاها من مئات الدولارات إلى عشرات.

هذه خلاصة ما وصلت مؤسسة "غالوب"، وهي شركة استشاريّة عالميّة لإدارة الأداء، قالت إنّ أكثر من ثلثي الموظفين وتحديداً 68 في المائة منهم يعانون من التوتر اليومي في بيئة عملهم، ويندرج نحو 41 في المائة في حالة الحزن اليومي، لترتفع بذلك حالة الغضب في صفوف العاملين إلى نحو 40 في المائة، وهي ثالث أعلى نسبة في المنطقة، والمترجمة رقمياً برغبة أكثر من نصف إجمالي الموظفين بترك العمل والبحث عن وظائف بديلة.

الدراسة تتركّز على أحوال موظفي القطاع العام الذين هوت رواتبهم في ظلّ سلطة سمحت بدولرة كل شيء باستثناء الرواتب ما ولّد كل هذه المشاعر.

علم الاجتماعي الوظيفي يربط بين استغلال الموظف والتقصير في إعطائه حقوقه، مع تراجع قيمة الرواتب وتدهور التغطية الصحية وتدنّي قيمة تعويضات نهاية الخدمة.

ويذهب التحليل العلمي إلى التفاصيل وفيها استبداد الموظّف صاحب الرتبة الأعلى، حتى وإن كانت تنقصه الخبرة المطلوبة، بمن هم دونه، إرضاء للمسؤول العام وحفاظاً على موقعه، فتتولد نقمة داخلية لدى الموظف الصغير إن جاز التعبير، لكنه يلوذ بالصمت على مضض إلى حين اكتساب الخبرة وتأمين وظيفة بشروط أفضل قبل المغادرة. أما كبار السنّ فيجدون أنفسهم عالقين بين مقولة "عدم الاستغناء عنهم" أو "استبدالهم بسهولة" ما يحتّم عليهم التطوير الذاتي المستمر ليبقوا في خانة "لا غنى عنهم".

بعد الأزمة المالية والاقتصادية، لم تتمكن كل الشركات من تحسين أوضاعها وأوضاع موظّفيها، فيما بدأ بعضها حديثاً تحسين الرواتب، ما اضطُر الموظف، طوال الفترة الماضية، للإبقاء على علاقة جيدة مع ربّ العمل والقيام بمهامه على أكمل وجه، حفاظاً على وظيفته التي باتت من دون مقابل تقريباً.

وإلى كل هذه العوامل تُضاف عوامل أخرى خارجية منها: الوضع السياسي المقفل، الوضع الأمني الهش، والوضع الاقتصادي المتردّي، إلى جانب عدم تمكّن الشركات من دفع الرواتب بحسب قيمتها السابقة. ولا يهمل علم الاجتماع الوظيفي الاستغناء عن عدد كبير من الموظفين من دون تعيين سواهم، ما حمّل المتبقّين أعباء إضافية لا يتقاضون عنها بدلاً إضافياً، فتصبح بيئة العمل غير صحية، يفقد معها الموظف الشعور بالرضى والرغبة بتعلّم المزيد لتطوير الأداء وتحقيق أفضل النتائج، الاحساس بالاستقرار المادي-الاجتماعي والنفسي-العقلي.

ويعتبر علم الاجتماع الوظيفي أن الموظفين ذووي الخبرة العالية أو المصنّفين ضمن فئة الـ  "Senior " هم الأكثر إحباطاً لأنهم قادرون على العطاء، لكن الأفق مقفل أمامهم فيشعرون بالإكتئاب وهو ما يسمى بـ "الإحتراق الوظيفي" الذي يتدرّج عبر الإحساس بالفراغ الداخلي، إنجاز العمل من دون حماسة، وصولاً إلى الكآبة وينتهي الأمر بإهمال الصحة وتراجع ساعات الراحة والنوم والأكل، كما يغيب التفاعل الإجتماعي فيشعر الموظف بفقدان هويته الشخصية.

ويشدد أصحاب الاختصاص على ضرورة تحسين ظروف العمل وإراحة الموظف للحصول على نتائج جيّدة، ففئة الشباب تترك الوظيفة وتهاجر سعياً وراء وظيفة أفضل، فيما تتضائل الفرض أمام من هم أكبر سنّاً على الرغم من سنوات الخبرة الطويلة التي يتمتعون بها، فيتحمّل بعضهم مشقة وظيفة من دون مردود يذكر، في موازاة عمل البعض الآخر على تطوير الذات للبقاء في سوق العمل تفادياً للشعور بالنقمة، والقيام بأكثر من وظيفة لتأمين الاكتفاء الذاتي بأدنى مستوياته، مع تخلّي الدولة عن واجباتها في عزّ الأزمة المتعددة الأوجه والأبعاد.

ويؤكد تقرير مؤسسة "غالوب"، أنّه إذا كان مستوى مشاركة الموظّفين في عملهم متدنياً، فإنّه يؤثّر بشكلٍ سلبي كبير على الاقتصاد العالمي، بتكلفة تصل لنحو 8.9 تريليون دولار، ما يشكّل 9 في المائة من الناتج المحلّي الإجمالي العالمي.

  • شارك الخبر